الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022

محطات براكة ... قصة نجاح أول برنامج إماراتي سلمي للطاقة النووية في المنطقة لإنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة

 

محطات براكة.. قصة نجاح إماراتية على الطريق نحو الحياد المناخي 2050

محطات براكة

مع إعلان تشغيل المحطة الثالثة في براكة قريباً في عام 2023، بعد ربطها بالشبكة الكهربائية للدولة، تكون دولة الإمارات العربية المتحدة، قد شارفت على استكمال أحد أهم برامجها الاستراتيجية للبنية التحتية لقطاع الطاقة في العصر الحديث، حيث تمكنت خلال عقد من الزمن، من تطوير أول برنامج سلمي للطاقة النووية في المنطقة لإنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة، حيث تنتج محطات براكة عند التشغيل الكامل لمحطاتها الأربع، 5600 ميغاواط من الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة، أي ما يعادل 25 % من احتياجات الدولة من الكهرباء، كما ستحد من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، وهو ما يعادل انبعاثات 4.8 ملايين مركبة، وهو ما يؤكد أهمية المشروع في القيام بدور محوري في عملية تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في دولة الإمارات، من أجل الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.

وسيكون للطاقة النووية دور مهم في مستقبل دولة الإمارات، فالطاقة عموماً، تعد أساسية لدفع التطور والنمو في دولة تشهد تنمية شاملة، مثل دولة الإمارات، وستوفر الطاقة النووية للدولة مصدر كهرباء آمناً وموثوقاً وصديقاً للبيئة، وتقوم بدور محوري في مسيرة انتقال الدولة إلى مصادر الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية، ما يضمن تحقيق مستقبل آمن ومستدام للطاقة، ولذلك، سعت الإمارات لمستقبل أفضل وأكثر إشراقاً لشعبها، من خلال تأمين الطاقة الصديقة للبيئة، لدعم نمو المجتمعات وازدهارها، والحفاظ على أنظمتنا البيئية الثمينة والفريدة من نوعها.

وتوفر محطات براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، كهرباء الحمل الأساسي على مدار الساعة، والتي تدعم التوسع وعمليات التطوير لمصادر الطاقة المتجددة المتقطعة، الأمر الذي يمكن دولة الإمارات من تحقيق المزيد من النمو، بدون التأثير في البيئة، كما تمهد هذه الطاقة لتطوير مصادر أخرى للطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية، والإسهام في قصة نجاح الدولة في مسيرتها نحو اقتصاد خالٍ من الانبعاثات.

المحطة الأولى

في فبراير 2020، أصدرت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، رخصة التشغيل لأولى محطات براكة للطاقة النووية، وبموجب الرخصة، أصبحت شركة نواة للطاقة، التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، مفوضة بتشغيل المحطة الأولى على مدى الأعوام الستين المقبلة، لتخضع المحطة بعد ذلك إلى سلسلة من اختبارات السلامة والأمان، ورفع مستوى الطاقة بثبات وبشكل تدريجي، حتى الوصول إلى مستوى إنتاج أول ميغاواط من كهرباء الحمل الأساسي من مشروع محطات براكة الجاري تطويره في منطقة الظفرة.

وفي الأول من أغسطس 2020، أعلنت المؤسسة عن تحقيق إنجاز تاريخي، تمثل في نجاح شركة نواة للطاقة، في إتمام عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى، بعد مواءمة المحطة مع متطلبات الشبكة، وبدء إنتاج أول ميغاواط من الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة، وفي 19 أغسطس 2020 تم الإعلان عن استكمال عملية الربط الآمن لأولى محطات براكة مع شبكة الكهرباء الرئيسة لدولة الإمارات، لتضخ 1400 ميغاواط من الكهرباء.

وفي أبريل 2021، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، عن تحقيق إنجاز تاريخي للدولة، تمثل في تشغيل المحطة الأولى في براكة بالكامل، وعلى نحو تجاري، لتنتج ما يصل إلى 1400 ميغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية.

المحطة الثانية

وفي أغسطس 2021، تمت عملية بداية تشغيل المحطة الثانية، بعد عام تقريباً من بداية تشغيل المحطة الأولى في براكة، ما أكد التقدم الثابت والآمن في تطوير المحطات، وفي سبتمبر 2021، تم ربط المحطة الثانية بشبكة الكهرباء الرئيسة في الدولة، وبالتالي، إنتاج أول ميغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية، من ثاني محطات براكة الأربع.

وفي مارس 2022، بدأت المحطة الثانية في براكة، التشغيل التجاري، وبالتالي، مضاعفة كمية الكهرباء الصديقة للبيئة، التي تنتجها محطات براكة على مدار الساعة، وبذلك أصبحت دولة الإمارات، الأولى في العالم العربي التي تمتلك مشروعاً للطاقة النووية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل، وهو ما يعكس المستوى المتقدم للخبرات الإماراتية في تطبيق اللوائح المحلية والمعايير العالمية، فضلاً عن المهارات والخبرات الدولية لفرق العمل التي تقودها الكفاءات الإماراتية، والتي حققت هذا الإنجاز الهام.

كما يبرز هذا الإنجاز، الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها الدولة في تنفيذ مشاريع عملاقة عبر تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي، والذي يلتزم بكافة المتطلبات التنظيمية المحلية، والمعايير العالمية، فضلاً عن مهارات وقدرات وخبرات فرق العمل في براكة، والتي تقودها الكفاءات الإماراتية.

المحطة الثالثة

وفي 22 سبتمبر 2022، تم الإعلان عن بدء تشغيل المحطة الثالثة من محطات براكة للطاقة النووية السلمية، وفي 8 أكتوبر 2022، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، عن ربط المحطة هذه بشبكة كهرباء الدولة، وإنتاج أول ميغاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة، من ثالث محطات براكة الأربع، وذلك بعد بدء تشغيلها من قبل شركة نواة للطاقة التابعة للمؤسسة، والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة.

ودخلت المحطة الثالثة في مرحلة الاختبارات النهائية قبل التشغيل التجاري المتوقع مطلع العام المقبل 2023، لتضيف عندها المحطة 1400 ميغاواط أخرى من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية لشبكة الدولة، في خطوة تعد غاية في الأهمية، لضمان أمن الطاقة واستدامتها في دولة الإمارات، ومواجهة التغير المناخي، وهما من أكبر التحديات التي تواجه العالم اليوم.

المحطة الرابعة

بدأت الأعمال الإنشائية في المحطة الرابعة في براكة، في سبتمبر 2015، بعد ثلاث سنوات من المحطة الأولى، وفي 22 يوليو 2022، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، عن إتمام اختبار الأداء الحراري في المحطة الرابعة، والذي مثل خطوة كبيرة في المرحلة التي تسبق العمليات التشغيلية، والذي تم خلاله تطبيق كافة الدروس المستفادة من الاختبارات التي أجريت في المحطات الثلاث، حيث يتضمن هذا الاختبار نحو 200 اختبار فردي ومتكامل، للتحقق من أداء كل الأنظمة الرئيسة في وضع التشغيل الكامل، لكن دون استخدام الوقود النووي، حيث تخضع المحطة الرابعة حالياً، لاختبارات ما قبل المرحل التشغيلية، في ظل جدول زمني يتضمن 12 شهراً، تفصل بين المحطة والتي تليها.

الإمارات.. تنمية مستدامة للاقتصاد والبيئة

تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة، إرثاً من الاستدامة، كان رائدها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إذ جسّدت رؤيته لدولة الإمارات، التنمية المستدامة للاقتصاد والبيئة.

ومع إنتاج محطات براكة لطاقة كهربائية بدون انبعاثات كربونية على مدار الساعة، فإنها تقوم بدور أساسي في تحقيق أهداف مبادرة الدولة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، ودعم الوفاء بالتزامات الدولة الواردة في اتفاقية باريس الخاصة بالتغير المناخي، حيث تعد محطات براكة من أهم ركائز التنمية المستدامة، وتوفر كهرباء صديقة للبيئة على مدار الساعة، إلى جانب دعم قطاع صناعي، وسلسلة إمداد محلية جديدين.

وتواصل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، تحقيق الإنجازات المتواصلة خلال مسيرة تطوير مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية، وفق رؤية واضحة، تقوم على إنجاز هذا المشروع العملاق، والأول من نوعه في العالم العربي، بالاعتماد على الدور القيادي للكفاءات الإماراتية، والتي تمكنت في وقت قياسي، من امتلاك المعارف والخبرات المتميزة في هذا القطاع التقني المتقدم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق