الإمارات في اجتماع مجلس الأمن ... نتطلع ان يتجاوز الليبيون المسائل العالقة وأن يتمكنوا من التوافق على القوانين اللازمة لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية

 

الإمارات... نتطلع لأن يتجاوز الليبيون المسائل العالقة

اعربت دولة الإمارات، عن تطلعها لأن يتجاوز الليبيون المسائل العالقة، وأن يتمكنوا من التوافق على القوانين اللازمة لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وإنهاء المراحل الانتقالية، مشددة على أهمية مواصلة الجهود الدبلوماسية التي ترعاها الأمم المتحدة، وتشمل مساعي الممثل الخاص وفريقه، والالتزام بالجهود الدولية لدعم الحالة الأمنية في ليبيا، كما أكدت مجدداً على دعمِها لسيادة ليبيا واستقلالِها ووَحدَتِها الوطنية.

جاء ذلك خلال بيان دولة الإمارات الذي أدلى به محمد أبو شهاب، نائب المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، في اجتماع مجلس الأمن بشأن الحالة في ليبيا.

وقال أبو شهاب في البيان الذي نشرته البعثة على موقعها الإلكتروني، «في سياق التطورات الأخيرة، أود أن أعرب عن تطلعِنا لأن يتجاوز الليبيون المسائل العالقة وأن يتوصلوا إلى التوافق المنشود على القوانين اللازمة لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، تنهي المراحل الانتقالية، وتحقق تطلعات الشعب الليبي الشقيق في الأمن والاستقرار».

وشدد في هذا السياق على «ضمان المشاركة الكاملة والهادفة والمتساوية للمرأة في هذه الجهود، مع العمل على صون أمنها وكرامتها».

مسار سياسي

كما أكد أبو شهاب مجدداً على «أن الحفاظ على المسار السياسي يظل جوهرياً للتوصل إلى تسويةٍ سياسية دائمة، يقودُها الليبيون، ويتولون زمام أمورِها، بحيث تطوي ليبيا صفحات الماضي، وتنهي انقساماتِها الداخلية».

وقال: «لهذا، من المهم مواصلة الجهود الدبلوماسية في هذا الجانب، ومنها تلك التي ترعاها الأمم المتحدة، وتشمل المساعي الحميدة للسيد باتلي وفريقِهِ، لمحورية دورهم في تقريب وجهات النظر بين الليبيين. كما نثمن هنا، الجهود المستمرة لكلٍ من المملكة المغربية وجمهورية مصر العربية في دعم الليبيين وتوفير أرضية مناسبة للحوار الذي أسهم في إحرازِ تقدمٍ على المسار الدستوري».

وأضف «بينما تستمر المساعي للمضي في العملية الانتخابية، لابد من التركيز على المصالحة الوطنية والحوار، باعتبارهما ضروريين لبناء الثقة بين الأطراف، ورأب الصدع، وتحقيق وحدة وطنية لا غنى عنها لضمان استقرار الدولة. ونؤيد في هذا الصدد، جهود كلٍ من المجلس الرئاسي والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية لإنجاح جهود المصالحة الوطنية، على أن تكون شاملةً للجميع».

إرساء الأمن

وتابع، «من المهم كذلك السعي لإرساء الأمن في ليبيا، باعتبارِهِ جوهر بناء دولةٍ مستقرة. وعليه، نرحب بالاجتماع الذي عقدتهُ مجموعة العمل الأمنية في طرابلس نهاية مايو الماضي بمشاركة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والذي يأتي امتداداً لاجتماعات ولقاءات اللجنة العسكرية المشتركة خمسة زائد خمسة في أرجاء ليبيا».

وقال نائب المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة «إن هذه الخطوات المشجعة، وما رافقها من خطوات أخرى كإطلاق سراح المساجين، تبرهن على مدى التزام القادة العسكريين بدعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتؤكد على حرص القيادات الوطنية الليبية المشاركة في هذه الاجتماعات، حيث نأمل الاستمرار في رفع الروح المعنوية لليبيين».

وأردف: «لكن يجب أن يواكب ذلك اتخاذ خطواتٍ فعلية على الأرض، ومنها سحب كافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة بشكلٍ متزامن، ومرحلي، وتدريجي، ومتوازن. ويجب كذلك المضي في توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية في جميع أنحاء البلاد. ونحث مجدداً جميع الأطراف على تجنب أي أعمالٍ تصعيدية أو أي ممارسات تهدد المدنيين».

التزام تام

وذكر البيان الذي ألقاه محمد أبو شهاب، «مع التزامِنا التام بالجهود الدولية لدعم الحالة الأمنية في ليبيا، إلا أنَّ لدينا مشاغل وملاحظات بشأن فعالية الآليّات التي تستخدم الإذن لتنفيذ حَظْر توريد الأسلحة، ومدى الامتثال لها، عِلاوةً على تجاهل المواقف والتفسيرات القانونية للدول الأعضاء بشأن حظر الأسلحة، والتنفيذ الانتقائي له بما يقوّض بناء القدرات الوطنية الليبية». وأضاف، «عليه، نرى أنَّ الحفاظ على المكاسب التي حَقَّقتها ليبيا في مكافحة الإرهاب يقتضي الحَيْلولة دونَ أن تصبح تدابير هذا المجلس عائقاً أمامَ جهود القوات الليبية للتصدي للتهديدات الأمنية وخاصةً في الجنوب الليبي، الأمرُ الذي يُحَتّم على مجلِسِنا هذا النظر جِدّياً في نظام العقوبات على ليبيا لجعلهِ ملائماً للواقع الحالي وليصبح وسيلةً لدعم الجهود الوطنية لا لعرقلتِها».

سيادة ليبيا

كما أكدت دولة الإمارات مجدداً على دعمِها لسيادة ليبيا واستقلالِها ووَحدَتِها الوطنية. وذكر البيان «نأمل بأنْ تتضافر الجهود لإنهاء الانقسام السياسي، وتغليب مصلحة ليبيا، والحفاظ على الثروات الطبيعية والأصول الليبية المجمدة وصونِها، لتتحقق تطلعات الشعب الليبي الشقيق في بناءِ دولةٍ تنعم بالسلام المستدام».