الاستدامة.. أولوية في أبوظبي
وضعت إمارة أبوظبي خطة تنموية لتحويل اقتصادها الذي يعتمد على الموارد الطبيعية إلى اقتصاد يستند إلى المعرفة والابتكار وتصدير التكنولوجيا.
وتستند خطط إمارة أبوظبي التنموية إلى تطوير بنية تحتية مناسبة، وإنشاء المدن الذكية التي من مرتكزاتها الرئيسية الحفاظ على البيئة، وتطوير بيئة حضرية مصممة بشكل محترف ومدارة بشكل جيد، مرفقة بأنظمة تنقل عالمية المعايير.
وفي ظل التحديات العالمية، وارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، تتخذ إمارة أبوظبي خطوات واثقة وتبذل جهودها لتفعيل السياسات وتعزيز أمن مدنها للحد من ظاهرة التغير المناخي.
ووضعت حكومة أبوظبي الاستدامة البيئية على رأس أولوياتها، من خلال تفعيل استراتيجيتها والتي تركز على جودة حياة سكان الإمارة، ووضع سياسات وإجراءات صارمة، وتفعيل برامج متنوعة، تساهم في تحفيز النمو المستمر للإمارة ودعم مسيرتها التنموية.
أكثر مرونة
وعملت حكومة أبوظبي ممثلة بدائرة البلديات والنقل على تصميم معايير وقواعد البناء لجعل المدن أكثر مرونة في مواجهة ارتفاع مستوى سطح البحر، لتكون المباني الحالية والجديدة موفرة للطاقة، ومحمية من الحرارة الزائدة، والظروف الجوية القاسية الأخرى، ومصممة جيداً وفقاً لأفضل معايير الاستدامة.
ومن أبرز المعايير التي يتم تطبيقها في المباني الجديدة في الإمارة، هو الزجاج المقاوم للكسر في كافة النوافذ والأبواب والمسطحات الزجاجية بالمبنى، ولا شك أن دمج تأثيرات المرونة وتغير المناخ في معايير البناء والتصميم يمكن أن يجعل مدننا أكثر مرونة في مواجهة تأثيرات المناخ ويسمح لها بالتعافي بشكل أسرع.
برنامج استدامة
وتحقيقاً لهذه الأهداف، أطلقت دائرة البلديات والنقل برنامج استدامة، وهي المبادرة الأولى من نوعها المصممة لمنطقة الشرق الأوسط، لتخطيط وتصميم وبناء وتشغيل المباني المستدامة التي تحمل الطابع المحلي الأصيل، والأخذ بعين الاعتبار المناخ القاسي وطبيعة المنطقة.
كجزء من نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ، والذي يشجع على التقليل من استهلاك المياه، والطاقة والنفايات، بالإضافة إلى استخدام المواد المحلية، لتحسين سلاسل التوريد للمواد والمنتجات المستدامة والمعاد تدويرها.
ولا ينحصر دور برنامج استدامة في كونه طريقة لتقييم المشاريع التطويرية فقط، ولكنه أيضاً يشكل رؤية للوصول إلى أسلوب عيش مستدام. كما أنه يُجسد جهود حكومة أبوظبي المتواصلة التي تهدف إلى ترسيخ الأسس والمبادئ المتعلقة بالتنمية المستدامة، مع مراعاة أن متطلبات التنمية الاقتصادية والطبيعة التراثية والأوضاع المناخية للمنطقة تحتاج إلى قواعد خاصة لتحقيق مبادئ الاستدامة على النحو الذي يُلبي تلك المتطلبات.
ويتمثل الهدف الأسمى لبرنامج استدامة في الحفاظ على هوية إمارة أبوظبي الطبيعية والثقافية مع توفير ظروف معيشية جيدة لسكان الإمارة، والعمل على تحسينها من خلال محاور برنامج استدامة الأربعة التي تمس جميع جوانب المعيشة في أبوظبي وطريقة البناء وطريقة استخدام الموارد، وجميع الاختيارات الأخرى التي تتضافر جميعها للحصول على أسلوب معيشة مستدام.
وتعمل دائرة البلديات والنقل على توجيه كافة المشاريع التطويرية التي ما زالت قيد التخطيط أو التصميم أو الإنشاء في إمارة أبوظبي نحو تطبيق مبادئ الاستدامة. ويتم العمل على تطوير برنامج استدامة وتحديثه على نحو مستمر بحيث يواكب التغييرات السريعة في مجال الاستدامة، وربط هذه التغييرات بالاحتياجات البيئية والاجتماعية والثقافية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
أسبوع أبوظبي للاستدامة
يعد أسبوع أبوظبي للاستدامة، المبادرة العالمية التي أطلقتها الإمارات عام 2008، بهدف تسريع وتيرة التنمية المستدامة، وهو الحدث الأبرز عالمياً في مجال الطاقة المتجددة، حيث أسهم الأسبوع على مدى 15 عاماً في زيادة الزخم والاهتمام العالمي بقضايا البيئة والمناخ.
المساحات الخضراء
ونجحت إمارة أبوظبي في تحقيق التنمية والاستثمار في الموارد الطبيعية، وتعزيز المساحات الخضراء الحضرية، عن طريق زرع الأشجار، من أجل تعزيز امتصاص انبعاثات الكربون، وحماية واستعادة الأراضي الرطبة والموائل الساحلية مثل غابات القرم، حيث بادرت العديد من الجهات المحلية بزراعة أشجار القرم باعتبارها أحد الحلول الطبيعية للتنوع البيولوجي والتغلب على آثار التغير المناخي، وتقليص البصمة الكربونية، إضافة إلى كونها موائل طبيعية للتنوع البيولوجي ومصدر دخل مُستدام للمجتمعات المحلية.
نحو مرحلة جديدة من التطور في قطاع النقل المستدام
وتنطلق إمارة أبوظبي نحو مرحلة جديدة من التطور في قطاع النقل المستدام الصديق للبيئة، ضمن استراتيجية إدارة التنقل الذكي في إمارة أبوظبي، والتي تهدف إلى دعم عملية التحول نحو النقل الذكي والمستدام القائم على المعرفة والحلول المبتكرة.
ويبذل مركز النقل المتكامل، التابع لدائرة البلديات والنقل، جهوداً كبيرة لرفع كفاءة قطاع النقل العام وخفض انبعاثات الكربون، بما يتماشى مع رؤية القيادة الحكيمة في أن تصبح مدن إمارة أبوظبي، ذكية وصديقة للبيئة ومستدامة في خدماتها ونمط العيش فيها. وتم إطلاق المرحلة الثانية من مشروع التنقل الذكي في جزيرتي ياس والسعديات، من خلال مركبات ذاتية القيادة TXAI، والتي تمثل أولى مركبات الأجرة المؤتمتة بالكامل في الدولة، وخدمة الحافلة ذاتية القيادة Robobus، لبناء نظام نقل ذكي يدعم التنمية عبر مختلف القطاعات ويسهل تنقل سكان وزوار الإمارة. وتأتي أهمية التنقل الذكي في تقليل الازدحام المروري، وتحسين السلامة على الطرق، وتحسين إمكانية الوصول إلى وسائل النقل، وتعزيز النمو الاقتصادي وحماية البيئة من خلال تقليل انبعاثات الكربون مع تحسين نوعية الحياة لسكان إمارة أبوظبي
0 Comments